بيروت 23 تموز 2020
الازمة لا نهاية لها. منذ عشرة أشهر لم يتغير شيئا.
البارحة أزمة مازوت ولحوم دجاج فاسدة، مخازن الدجاج فضيحة منتظرة، انها قمة جبل الجليد. في المخازن اللبنانية مواد هائلة مكدسة كان يباع الكثير منها إلى النازحين السوريين. لقد حذرنا الوزارة منها منذ شهور. هذا المشهد يتكرر بشكل دوري. الحلول موجودة، ماذا تنتظر الحكومة لتطبيق قانون سلامة الغذاء الصادر منذ عام 2015؟ وأين قانون المنافسة والحد من الاحتكار؟
اليوم أزمة بنزين، قبلها أزمة نفايات وكهرباء وخبز وأسعار ونقد. وسط هذا الخراب تطلق قوى سياسية تحذيرات من المجاعة وتطالب برأس الحكومة والعودة إلى الشرعية الدولية، وتعد اللبنانيين بالخلاص إذا ما أعلنوا الحياد. لبنانيون اخرون يتهموا اميركا بأنها وراء الجوع وكل الشر الذي يهدد الوطن. كذب، كذب، كذب. لا أحد منهم يتحدث عن مسؤولية ساسة البلاد الذين دفعوا بالبلاد إلى الخراب. ولا أحد حاسب احدا عما ارتكبت يداه.
وزارة التجارة والاقتصاد اختارت دعم بضعة تجار مستوردين محظيين بحوالي 1.523 مليار دولار بديلا للدعم المباشر للعائلات المحتاجة بالمال والقسائم اسوة بكل تجارب العالم، وهو الحل الذي تقترحه جمعية المستهلك منذ شهور. الجمعية تؤكد ان هذا الدعم سيصل منه إلى المستهلكين بين 10 و20 % في أحسن الاحوال. الجمعية راكمت خبرات عمرها 22 سنة في مجال الدفاع عن المواطنين وهي تعرف كل شاردة وواردة في دهاليز الفساد. عندما نعترض على ذلك تقول لنا الوزارة: كيف سيشتري التجار ما يحتاجه الناس أذا لم نؤمن لهم الدولارات؟
جوابنا لوزارة التجارة: المخازن ملئ حتى السقف ولا نقص ولا مجاعة بل احتكارات وسرقات واحتيال. ازمة المازوت خير دليل. الخزانات ملئ ايضا. كل المواد بدون استثناء موجودة، وبكثرة أيضا، لكن بالسعر العالي بحثا عن فرصة الاثراء في الازمات. الان عليهم بيع ما تلف من مواد مخزنة وهذا ما يفعلوه. لقد وصلت الجمعية عشرات الشكاوى حول مواد غذائية فاسدة بالعفن والسوس والروائح الكريهة.
التاجر اللبناني، المصرف اللبناني يعلو ولا يعلى عليه.
بعد عشرة أشهر من عمر الازمة، لا زالت المصارف وحاكم المصرف المركزي أسياد اللعبة والقرار. اما الحكومة والوزراء فهم فرسان الاجتماعات والتنظير يكررون نفس الاساليب التي اعتمدتها الحكومات السابقة والتي اوصلت البلاد إلى الهاوية.
إلى القضاء: السادة سعادة القضاة أين أنتم؟ أين أنتم؟ انه الصدى يتردد. القضاء غائب وينهار أمام أقل محاولة. من سيحمي المواطنين؟
إلى الناس: أنظروا طوابير الانقسامات والفتنة تزحف على وقع ترانيم ساسة احزاب الطوائف ورجال الدين التي اوصلتنا إلى الهاوية. انهم يدرون ماذا يفعلون، يتقنون اغراقنا في اليأس وفي الكراهية والصراعات الداخلية لنستمر في عبادتهم. هذا الكابوس يجب ان ينتهي. لنتخلص من هذا العبء ومن ازماتهم التي لا نهاية لها.
كيف نحاسبهم عندما تختفي اخر اصوات القضاء؟ لقد فعلتها كل الشعوب الحرّة. فعلتها نعم بالإصرار وبالوعي وبالتضحية. لنفعلها.
جمعية المستهلك- لبنان
لا تعليق