بيروت 26 حزيران 2020
الميدل أيست أو الاحتكار الوقح والغبي
لبنان يتهاوى ويمكن لفتح المطار ولسياحة لبنانيي المغتربات ان تشكل نافذة صغيرة تنعش اقتصادنا المتهالك. بلاد العالم تفتح مطاراتها لعودة الروح للسياحة ولاقتصاداتها المتراجعة والميدل ايست تريد، تحت حجة الكورونا، احتكار المطار وأن تتصيد ما تبقى من دولارات في جيوب اللبنانيين الذين يريدون العودة او الذين يريدون رؤية احبائهم.
هل فكرت الشركة العجيبة بأن فتح البلاد للمنافسة يزيد من دخلها بالعملة الصعبة وان السياحة لا تمشي بالنصب والاحتكار، ومائة دولار على فحص الكورونا وفرض بوليصة تأمين من هنا وخمسين دولار على الحقيبة من هناك؟ حملة مقاطعة الشركة من قبل بعض اللبنانيين في الخارج تصرخ في وجه هذه الممارسات الوقحة والغبية التي تدمر السياحة.
على الحكومة العرجاء، ان تقف في وجه هذه الممارسات المريضة وتفرض المنافسة وفتح المطار، على الميدل ايست، لتخفيف الاعباء عن المغتربين الذي نهبت المصارف اموالهم ولتعزيز السياحة المتهالكة.
أسعار الشركة المحتكرة للطيران “الوطني” استنزفت المسافرين منذ عقود لأنها هي الاعلى في العالم نسبة للمسافات. نحن البلد الوحيد في العالم الذي منع الشركات ذات الكلفة المخفضة Low Cost من منافسة الشركة المحتكرة. من يستفيد من هذا الواقع؟ طبعا ليست الخزينة. الاف البطاقات المجانية توزع سنويا على زعماء الطوائف وحاشيتهم الكثيرة اضافة لضباط وقضاة ورجال اعمال ومتنفذين. هؤلاء يستفيدون من التوظيف في الشركة أيضا مع كل الامتيازات التي ترافق ذلك. شركتنا الوطنية لديها أكثر من ضعف المعدل الدولي لعدد الموظفين لكل طائرة. ذات يوم قال لنا موظف مغمور في الشركة ان “نصف ركاب الطائرة يدفعون ثمن بطاقات النصف الثاني الذين يسافرون مجانيا”.
ولا ننسى موقف المطار الذي يشكل جزء من المنافع إذ يجبر الواصلين إلى دفع 6 الاف ليرة زيادة على اجرة كل تكسي. احتكار ضمن الاحتكار. فساد داخل الفساد.
من يدفع ثمن ذلك؟ المسافرون.
متى نتخلص من هذه العقلية المريضة التي تسيطر على التاجر اللبناني الشاطر الذي يريد ان يلطش كل ما هو في متناوله؟ لا حل امامنا الاّ انتزاع حقوقنا من كل من صنع جنة الفساد هذه ونبني دولة حديثة على انقاضهم.
جمعية المستهلك- لبنان
لا تعليق