خمسة وسبعون عاما والشعب الفلسطيني، جيل بعد جيل، يعاني من الاحتلال والتشرد والقتل والذل. استعمار معولم لا حدود له يرقص على بعد خطوات من سجن كبير يعيش فيه أكثر من 2.3 مليون انسان لا يملكون من حقوق الانسان شيئا.
جريمة الشعب الفلسطيني انه لا يريد ان يستسلم ويموت ليرضى السجان. في 7 تشرين الاول 2007 سعى، الى استرجاع بعض حقوقه وانفجر تحت الضغط اليومي المتوحش الذي يمارسه الاحتلال ووسط تواطئ دولي ولا مبالاة بشرية قل نظيرها.
قرر الجيش الاسرائيلي، الذي لا يقهر والذي لا تطاله القوانين البشرية، رفع كل العوائق القانونية ليعاقب السجناء على تمردهم. قطع الماء والغذاء والغاز والكهرباء وراح يدك هذا التجمع البشري العاصي بأحدث الاسلحة. يتناسى قسم كبير من الدول، خاصة تلك التي تملك تاريخا مجيدا من الاستعمار، أصل الصراع وتعلن ان محنة الاسرائيلي ومعاناته مقدسة وتستغرب انتفاضات الفلسطينيين المتكررة.
القانون الدولي والتاريخ البشري يعطي الفلسطينيين حق استخدام كل الوسائل لتحرير أنفسهم وارضهم بينما وضع القانون الدولي، خاصة منذ الحرب العالمية الثانية، مجموعة قوانين تمنع كل الممارسات التي تمارسها اسرائيل. منع الغذاء والماء والكهرباء وكافة وسائل الحياة عن غزة هو ببساطة دعوة الى الموت تشارك فيها الكثير من الدول المتوحشة. ما يجري اليوم على ارض فلسطين هو جريمة حرب وتشريعه من الاعلام الغربي هو جريمة حرب أيضا.
المؤسسات الدولية العاجزة تستنكر بخجل لكن الة الموت لا تتوقف. أين المؤسسات الانسانية والحقوقية والمدنية الدولية التي يعلو صراخها امام اتفه القضايا؟ وأين المؤسسات العربية والمجتمع المدني العربي؟ هل أكل الاعلام المهيمن لسانها جميعا؟
تحية الى أهل غزة والى كل الشعب الفلسطيني في كل بقاع الارض الذي لا يملك الا سواعد ابنائه والامهم لاسترجاع حقوقه الطبيعية.
جمعية المستهلك- لبنان تدعو المؤسسات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها منظمة المستهلك الدولية، لتحمل مسؤولياتهم وللضغط على الحكومات لفتح الممرات وتأمين المستلزمات الحياتية الاساسية للفلسطينيين والضغط اساسا من اجل تأمين حقوقهم الوطنية لكي لا يأتي يوم يتحول فيه الفلسطيني، بفعل المحتل، الى أكل أكباد سجانيه. ما جرى في 7 تشرين 2023 هو مؤشر الى ان الشعب الفلسطيني لا زال حيا وانه يريد ان يتخلص من الاستبداد.
بيروت 11-10-2023
جمعية المستهلك – لبنان
لا تعليق