بيروت 10/12/2019
أنه التهديد المائة بعد الالف بالأضراب تطلقه الافران في وجه الشعب ووزارة الاقتصاد.
قصة المطاحن والافران قديمة قدم دعم الخبز الابيض. بنيت ثروات المطاحن والافران على ظهر هذا الدعم. اللعبة دائما ذاتها تتكرر كلما زاد سعر الطحين او السكر او النيلون او الخميرة تهدد هذه بالتوقف فتسارع وزارة الاقتصاد إلى تهدئتها بحقنة من ملايين الدولارات من مال الخزينة. مثلا بين عام 2007 و2011 وصلت قيمة الدعم إلى 86 مليون دولار فازدهرت الافران ونبتت عشرات الفروع لها. اما عندما تنخفض الاسعار العالمية، كما حدث مرارا بالنسبة لطن القمح او المحروقات، فأصحاب الافران والمطاحن يختفون وتبقى أسعار الخبز الابيض كما هي. كذلك تستفيد الافران عند الدعم للخبز الابيض بدعم يشمل كل انواع الطحين بينما لا يشكل الخبز المدعوم أكثر من 50% من مجموع الطحين. (بالأرقام تصل نسبة مجموع الطحين الابيض إلى 77% من مجموع القمح. وإذا ما احتسبنا انواع المناقيش والمعجنات التي يستهلكها اللبنانيون بكثافة كبيرة في الافران والمطاعم والطبخ فلن يتجاوز حجم الخبز الابيض 50% في أحسن احواله).
وهكذا، ومع مر السنين، تحول دعم “خبز الفقير” إلى تجارة رابحة جدا. المطاحن تحصل على 90 دولارا “كلفة” حلالا زلالا لطحن طن القمح، بينما يكلف الطن في سوريا ومصر بين 15 إلى 20 دولارا! الافران تحصل بدورها على ارباح تصل احيانا إلى 100%. اليوم دراسة وزارة الاقتصاد والتجارة تؤكد ان الربح هو في عز الازمة 66% على باب الفرن، والافران تنكر ذلك. السعر على باب الفرن يعني ان الافران معنية ببيعه في الفرن فقط. لكن سياسة التوسع والفروع دفعت بالأفران إلى توسيع البيزنس ودفع قسم من ارباحها إلى الموزعين والدكاكين وهي تريد من المستهلك ان يدفع لها بدل هذه السياسة التجارية، وهي تفاوض وزارة الاقتصاد على هذا الاساس! ملاحظة: أفران عديدة اكدت لنا خلال سنوات ان سعر المبيع سينهار لو تم الغاء الدعم!
جمعية المستهلك طرحت مرار حلا عادلا وبسيطا جدا يتلخص بوضع جدول أسعار كل 3 أشهر، اسوة بجدول تسعير المحروقات، يحتسب كل المواد والاجرة والطاقة الخ التي تدخل في صناعة الرغيف وتعديله وفق تبدل الاحوال لكن اصحاب الافران الحريصين على “لقمة الفقير” رفضوا دائما وبعناد شديد ذلك بالتحالف مع المطاحن ووزراء التجارة المتعاقبين. لماذا؟؟؟ لأن الجدول سيحدد نسبة ارباحهم وهم لا يريدون ذلك ويخافون من ان يتوقف توزيع المن والسلوى.
الوزير بطيش هو أول وزير يقف في وجه التهديد ويرفض الابتزاز لذلك قرر أصحاب الافران العصيان المدني وتخفيض وزن ربطة الخبز 100 غرام أي 10% غصبا عن قرار الدولة اللبنانية. وهددوا بأقفال الافران إذا ما سطّر محضر ضبط واحد بحقهم. اليس هذا هو العصيان المدني؟
للمعلومات كلما زادت العائلة اللبنانية فقرا كلما صار الخبز هو غذاءها الرئيسي وهو أحيانا غذاءها الوحيد. لذلك قد تعلن هذه العائلات بدورها العصيان ضد هذه الاساليب التي دشنتها الافران وقد تتوجه نحو الافران للإعلان عن ذلك.
جمعية المستهلك تحيّي موقف وزير الاقتصاد وتطلب عقد اجتماع فوري للمجلس الوطني لحماية المستهلك، الذي تم تعطيله منذ سنوات، لكي يجد حلا شاملا لهذا التهديد الحقيقي للقمة الفقير ولكي يناقش الاجراءات لتخفيف الازمة الخطيرة التي يعيشها اللبنانيون اليوم.
جمعية المستهلك – لبنان، شارع منيمنة -الحمراء- لبنان. علم وخبر رقم 104/ أ. د
تلفون: 01750650 بريد الكتروني consumerslebanon@gmail.com
لا تعليق