في رثاء المرفأ
عرفت المرفأ من بعيد، من رافعاته العالية التي تطل على بيروت. في 4 آب 2020 رأيته عن قرب. احشاء تتناثر في الهواء، صفير كيوم الحشر، ثم انفجار، ثم نتف بيضاء وسوداء، دخلت من شباك غرفة الجلوس. ها هو قائم في صمت الناس، في وجوههم الفارغة ويأسهم الاقرب إلى الاندثار.
خراب المرفأ اخرج احشاء المجتمع اللبناني إلى الهواء: فشل بناء الدولة وعنف وكراهية ورائحة جسد يتحلل.
في 4 آب دخل اللبنانيون سراديب الصمت والموت النهائي خاضعين لما ترسمه لهم قوى الذل المسيطرة. هل يمكن ان يتحول 4 آب إلى فرصة؟ ربما إذا ما قتلنا القابعين في اعماقنا منذ تأسيس الكيان: الاباء المؤسسين وزعماء الطوائف الجدد ممن صنعوا خرابنا. هل نستطيع؟ الاندثار البطيء ام الخلاص.
لا تعليق