سنتين على الانتفاضة وعلى الانهيار
اليوم، بعد مرور عامين على انتفاضة 17 ت٢ 2019 من الضروري مراجعة الوقائع والمالات.
– هناك انقسام كبير بين اللبنانيين حول طبيعة الاحداث من حيث التسمية: هي ثورة، حراك، او انتفاضة؟ ام هي تدخل خارجي اميركي-سعودي او ايراني؟ انه انقسام “طبيعي” حتى حول المسلمات في بلد مزقه نظامه الطائفي منذ نشأته.
– انهيار مؤسسات الدولة وسيطرة تحالف احزاب الطوائف والمصارف والتجار على مقدرات الشعب اللبناني. ابتدأت لعبتهم القذرة بنهب المودعين وتحميل فقراءهم وطبقتهم الوسطى اعباء الازمة التي صنعوها عبر هيركات وصل حدود 90% احيانا. ثم تحولوا إلى اذلال الناس بسلسلة من القرارات المالية التي ادت إلى انهيار الليرة وقدرات الناس الشرائية.
– وسرعان ما اخترعوا سياسة دعم التجار لمنع الانهيار! بدلا من دعم العائلات الفقيرة. مما ادى إلى تهريب الاموال والسلع واخفائها، الذي ادى بدوره الى كارثة اجتماعية-اقتصادية غير مسبوقة. مؤشراتها الرئيسية ارتفاع سعر اكثرية السلع بمعدل يوازي ارتفاع سعر الدولار، اي حوالي ١٣٠٠ ٪ اي ١٣ ضعفا. كذلك انهارت القدرة الشرائية والحد الادنى للأجور بشكل كارثي اذ بلغ اليوم ما يوازي ٣٢ دولار شهريا بينما كان عام ٢٠١٩ يساوي ٤٥٠ دولار. دعم التجار هذا ادى إلى تهريب السلع واخفائها وتخزينها والى تشكل الطوابير أمام الافران ومحطات الوقود والى السوق السوداء والغلاء الفاحش. وقد رافق ذلك العتمة وشح المياه التي استكملت بالتوترات الطائفية والامنية المتواصلة. والنتيجة خوف وقلق وفقر وهجرة واسعة تجاوزت خلال الستة أشهر الاخيرة أكثر من 600 ألف مهاجر معظمهم من اصحاب الكفاءات.
– محاصرة الحراك الشعبي واختراقه عبر قوى طائفية ومالية عمدت إلى قطع الطرق ومنع التواصل بين اللبنانيين مما ادى إلى إنهاك الحراك وتراجعه. كذلك تم توسل التدخل الخارجي الذي حول البلاد إلى مستعمرة لقوى دولية واقليمية تصول وتجول كما تشاء.
لقد وقفت احزاب الطوائف وراء كل هذه التطورات الخطيرة غير ابهة بمصالح وحقوق المواطنين. وقد غيبت المؤسسات وحولتها إلى اداة في يدها خاصة المجلس النيابي والحكومة والقضاء. مما عمق الاحقاد والخلافات الداخلية.
لكن في المقابل شهدت البلاد حراكا شعبيا في وجه احزاب الطوائف وزعمائهم ومحاصرتهم معنويا على الاقل. معظم عائلات هؤلاء تركت البلاد او تفتش عن بلاد تلجأ اليها هربا من عيون الناس. لكن لا بد ان نضيئ على واقع القوى التغييرية:
- من الواضح ان حركة 17 تشرين منقسمة بعمق على نفسها ومكوناتها كثيرة ومتعددة
لا تعليق