للنقاش. وصلتني من احد الاصدقاء.

يتحدث العضو المراسل في أكاديمية العلوم الروسية، نائب المدير العام لقسم العلوم في معهد البحث العلمي للقاحات والأمصال (معهد متشنيكوف)، نيكولاي فيلاتوف في الأيام الأخيرة إلى وسائل الإعلام المختلفة فيقول إن الفيروس التاجي ليس مخيفًا كما يحاولون إظهاره.

وقد جاء في تعليق نيكولاي فيلاتوف لمجلة “عالم الأخبار” (World of News):

“أرى أن قصة الفيروس التاجي تم اصطناعها، ولكنها، للأسف، استحوذت على عقول الكثير من الناس. دعونا نلقي نظرة على الفيروس التاجي بدون عواطف. إنه أحد الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا والفيروس الغدّي (adenovirus) وما شابه. وإذا نظرنا إلى معدل الوفيات (مؤشر عدوانية الفيروس المتسبب بالمرض) فإنه كان 52.8 ٪ مع إنفلونزا الطيور H5N1 في عام 2007  و34.4٪ مع إنفلونزا الطيور  H7N9 التي أصابت الناس في عدد من البلدان في عام 2013، و39٪ مع فيروس كورونا الذي انتشر أيضًا في الشرق الأوسط في عام 2013 وعرف باسم “أنفلونزا الإبل”. أما معدل الوفيات من جراء فيروس كورونا COVID-19  فيزيد قليلاً عن 3٪ . وها هي منظمة الصحة العالمية تعلن التفشي العادي جدا لهذا الفيروس وكأنه وباء جائح طاول كل المسكونة! الفيروس التاجي لا يتمتع بعدوانية فائقة، ولكن جميع محطات التلفزة والإذاعة ترفع الصوت عالياً: “فيروس قاتل، خلص نفسك من يستطيع ذلك!” أنا متأكد من أن المشكلة تم اصطناعها عن قصد. إنها بالتأكيد ليست مشكلة بيولوجية أو طبية. ربما يكون تضخيم مشكلة COVID-19  مفيدًا للاقتصاديين من أجل جعله مذنباً في الإخفاقات الاقتصادية، أو للمنتجين بغية الحصول على مزيد من الأرباح وسط حالة من الذعر، أو للسياسيين لتحقيق بعض الغايات في نفس يعقوب!”.

وأشار البروفيسور أيضًا إلى أن فترة الحضانة في حالة الفيروس التاجي، على عكس التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى، لا تبلغ 72 ساعة، بل أكثر بكثير – 7-14 يومًا. علاوة على ذلك، فإن ضراوته (عدوانيته) مبالغ فيها إلى حد كبير، وهو ما يتضح من الغياب شبه الكامل للمرض بين الأطفال والمراهقين. في المناطق التي يوجد بها عدد كبير من السكان ينتشر الفيروس بسرعة بسبب نقله من قبل الشباب الذين لا يتقعون أن يكونوا حاملين للفيروس. وقال فيلاتوف إن الأشكال الشديدة الخطورة والمؤدية إلى الوفاة تنشأ من الالتهاب الرئوي لدى كبار السن الذين لديهم تاريخ مثقل بأورام سرطانية وأمراض مزمنة. إذن لماذا خلق كل هذا الذعر؟ “لماذا يتم فعل كل هذا؟

حين يخاف الشخص يغدق المال بسهولة ويسهل قياده. هنا، في رأيي، أصل المشكلة. لعل ثمة مَن لسبب ما كان بحاجة إلى تخويف البشرية كثيراً هذه المرة.

ويضيف أنه لم تكن هناك أنظمة اختبار للكشف عن هذا الفيروس قبل ثلاثة أشهر في أي بلد. الآن قاموا بإنشائها، وبدأوا في اكتشاف هذا الفيروس لدى الناس – وبدأوا على الفور يتحدثون عن أنه ولد في الصين (ترامب سماه بـ”الوباء الصيني”-م.ي.). ولكن ربما هو كان يجول من قبل في أرجاء العالم، وتم تشخيصه لدى المرضى على غير ما هو: تراوح تشخيصه ما بين الأشكال الصعبة من الالتهابات الفيروسية التنفسية الحادة والسارس ذي المضاعفات المختلفة.

ويواصل البروفسور فيلاتوف قائلا:

عندنا “في موسكو، يصاب حوالي ثلاثة ملايين شخص بالأنفلونزا خلال العام. كم عدد الوفيات بينهم، يا ترى؟ إنه أكثر بكثير من الوفيات جراء هذا الفيروس التاجي الجديد. لكننا لا نقول أن في هذا كارثة، ولا نخفي أحدا. الأمر يتعلق بعمليات تنظيم ذاتي عادية ومعتادة للمنظومات الطفيلية “.

عن اللقاح

يشك فيلاتوف في ضرورة إيجاد لقاح للفيروس التاجي، لأن نوعا آخر من الفيروسات سيظهر في العام المقبل ولن يساعد التطعيم في شيء. وفي الوقت نفسه، يؤكد فيلاتوف أنه لا يوجد سبب للذعر: فالأدوية التي تحتوي على مضادات الأكسدة ومعدِّلات المناعة يمكنها أن تساعد الجسم على الشفاء. ووفقا له، يتعافى الناس ليس لأنهم يعالجون بأدوية سحرية، بل لأن الجسم يتمكن من الفيروس فينحسر المرض.

“من الذي سنطعّمه ضد الفيروس التاجي؟ هل ندرج في رزنامة التطعيم الأطفال أولا من أجل إنشاء طبقة مناعية؟ هل نطعم كبار السن الذين لن تكون لديهم استجابة مناعية؟ أم سنطعّم حسب المؤشرات، فإذا مرض شخص ما، هل سنطعم كل من أحاط به؟ ماذا سنفعل بهذا اللقاح؟ لا أحد يطرح هذه الأسئلة. وهل هذا اللقاح ضروري؟ هناك حاجة أكبر مثلا إلى لقاح ضد الأورام الحُليمية البشرية papillomas! هنا ثمة حقا حاجة إلى التطعيم، لأن ثمة فقط في مركز الأورام السرطانية لدينا – وفقط في الشهر الواحد، أكثر من 150 امرأة شابة يتم إجرا عملية جراحية لهن بسبب سرطان عنق الرحم. وهؤلاء النساء لن يلدوا. هذه المشكلة موجودة فعلا.

حول الأقنعة الطبية

لن تنقذ الأقنعة أحداً من أي شيء.

“الأقنعة التقليدية لن تمنع نفاذ الجسيمات النانوية للفيروس، ولكنها ستكون حاجزًا ميكانيكيًا بحتًا يمنع فقط الرذاذ الدقيق الآتي من السعال. وسيستقر جزء من هذا الرذاذ “السيئ” في خلايا القناع، ولكنه لن يحمي من العدوى. فهذا ليس قناع غاز.

عن الكحول

قال فيلاتوف إن الأسطورة القائلة بأن الكحول يقتل الفيروس التاجي تأتت من أننا إذا أنزلنا الفيروس في الكحول، فسوف يموت. هذا صحيح، ولكن في حالة تناول الكحول تضعف مناعة الإنسان، مما يؤدي إلى مفعول معاكس. أما ما يفعله الكحول فهو بالتأكيد إصابة الكبد.

ووصف فيلاتوف حظر المصافحة بأنه “خبل وهبل”، لأن طرق دخول العدوى هي المسالك الهوائية.

ويؤكد فيلاتوف أن “فرك العينين باليد “الملوثة بالفيروس” أقصى ما يمكنه التسبب به التهاب الملتحمة. ولكن علينا أن نغسل اليدين بالصابون أو أن نمسحهما بالمطهرات، حتى عندما لا تهاجمنا الفيروسات”.

وختم كبير أطباء الوقاية الصحية في موسكو نيكولاي فيلاتوف بالقول إن معدلات الإصابة، بما في ذلك الإصابة بالفيروسات التاجية، ستنخفض مع دفء الطقس بحلول فصل الصيف، لأن فيروسات الجهاز التنفسي تخاف من الضوء والحرارة.

ملاحظات د. زهير برو

عزيزي.

شجعني قراءة هذه السطور على كتابة بعض الأفكار التي قد تساعد في وعي ما يجري بخصوص فيروس كورونا السيئ السمعة!

هذه القراءة صحيحة خاصة من حيث قلة نسبة الضحايا. لكنها ناقصة اذ لم تشر الى سبب الهلع وهو كما تعلم سرعة الانتشار وإغراق المؤسسات الصحية لدرجة انها عجزت عن استيعاب المصابين. مثل ايطاليا وأسبانيا وفرنسا.

من يصاب الان في هذه الدول لن يحصل على علاج ملائم. التطور الصحي الحديث في الغرب شكل في الأربعين سنة الاخيرة ثقافة تفترض الحق في التخطيط والعلاج والشفاء! لا حظ هنا ولا الهة.

لذلك هناك حالة ارتباك كبيرة. مثلا لو كانت اجهزة التنفس موجودة بعدد كبير يتلاءم مع هذا الانتشار السريع جدا لما حصل كل ذلك ولكانت الأمور شبيهة بالإنفلونزا التقليدية. كل القصة هي دخول عدد كبير في وقت قصير الى المستشفيات.

ما حدث هو صدمة ثقافية ولا اعتقد بوجود مؤامرات او تخطيط لما جرى بل نقص في التخطيط! انا اعمل منذ سنوات طويلة جزئيا في فرنسا وقد ساعدني ذلك في فهم ثقافة الشعب الفرنسي ومتطلباته الصحية.

بالملخص فوجئ الأوروبيون بغياب التخطيط الكافي لكل الظروف. خاصة وان السلطات والقوى الليبرالية المسيطرة تسعى منذ عشرين عاما الى تقليص التقديمات الاجتماعية والحقوق المكتسبة. ماكرون نفسه منذ ايام اعترف بأهمية دور الدولة وهذه التقديمات. لذا اعتقد ان العديد من الأنظمة الغربية ستستفيد من الازمة وستراجع سياساتها لمصلحة تطوير الرعاية الصحية والاجتماعية.

المصيبة عندنا لأننا عندما تنتهي الازمة سنتابع العيش في نفس سياسات العجز شاكرين السلطات والآلهة على نجاتنا.

لا تعليق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *